فـن تـنـمـيـة الـذكـاء
صفحة 1 من اصل 1
فـن تـنـمـيـة الـذكـاء
1 - أكدت دراسات النمو المعرفي على أن أصل الذكاء الإنساني يكمن فيما يقوم به الطفل من أنشطة حسية حركية خلال المرحلة المبكرة من عمره ( وهي المرحلة التي يمر بها طفلك ) بما يعني ضرورة استثارة حواسه الخمسة (السمع – البصر – اللمس – الشم – التذوق)، إضافة لضرورة ممارسة الأنشطة الحركية، ولعل هذا يتفق مع ما قاله رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: "عراقة الصبي في الصغر ذكاء له في الكبر".
2 - الذكاء الإنساني و مهارات التفكير أمور يمكن تعلمها و تطويرها و للبيئة دور هام في تعديل البناء التشريحي للمخ. والسنوات الأولى من حياة الطفل لها أثر بالغ، حيث تتفاعل العوامل الوراثية مع العوامل البيئية لتحدد كفاءة عمل الدماغ.
* فالقاعدة الأساسية لخلية الدماغ هي الاستخدام أو الموت. وكلما زادت شبكات الاتصال وكثافة الغصون في المخ كلما زاد كفاءة عمل المخ، و تزيد هذه الكثافة تبعًا للخبرات البيئية و ظروف الاستثارة التي يتعرض لها الطفل عبر حواسه.
* العقل ينشطه الأمن و يحجمه التوتر؛ و لذا تتضح أهمية الدعم المعنوي للطفل بالتشجيع والحب،
و اقرأ بهذا المقال مزيدًا من التفاصيل عن هذا الأمر: -خرافة المخ الصغير -الذكاء الوجداني.. نظرية قديمة حديثة:
* تؤكد نظيرات الذكاء الحديثة على تعدد الذكاء و أهمها نظرية الذكاء المتعددة "لهاورد جاردنر"، أي أن الذكاء ليس أحاديًّا، و الفرق بين الأفراد ليس في درجة أو مقدار ما يملكون من ذكاء و إنما في نوعية الذكاء. و هذه الذكاءات جميعًا يمكن تنميتها من خلال وسائط بيئية،
و هذه الذكاءات هي: الذكاء اللغوي – الذكاء الموسيقي – الذكاء المنطقي الرياضي – الذكاء المكاني – الذكاء الجسمي الحركي – الذكاء الشخصي – الذكاء الاجتماعي.
و قد لا تتساوى لدى الفرد كل هذه الأنواع، إلا أنه بالإمكان تقوية نقاط الضعف من خلال التدريب.
- فإذا ما كنت لاحظت مهارة ابنك في الألعاب الذهنية فقد يعني هذا أن علوًّا في كونه الذكاء المنطقي الرياضي، و لكن بجانب رعاية هذا النوع من الذكاء عليك بعدم إغفال الذكاءات الأخرى. و مما قدمه آرثر كوستا دراسة عن السلوك الذكي، و شملت عمليات وجدانية و معرفية،
و هي: * المثابرة. * مقاومة الاندفاع. * الاستماع بتفهم و تعاطف. * التساؤل. * مرونة التفكير. * التفكير في التفكير. * السعي نحو الدقة. * الاستفادة من الخبرات. * التعبير بدقة ووضوح التفكير. * استخدام الحواس. * الإبداع والخيال. * الحماس و المبادأة. * المرح. * المخاطرة المحسوبة. * التفكير مع الآخرين.
و قد أردت ذكر هذه النقطة ليكن في ذهنك و أنت تنشئ (ابن الثالثة) السلوك الذكي، فربما وجدت مواقف حياتية كثيرة تمر بك و ولدك فيمكنك أن تنتهز حينها الفرصة لتنمي سلوكًا أو أكثر في هذا الموقف أو تلك.
- تنمية ذكاء الطفل جزء من التنشئة الشاملة المتكاملة للطفل، و تتم عبر مراحل حياته، و إن كانت أكثر أثرًا و تركيزًا في الطفولة المبكرة. و الآن ماذا عسانا نفعل؟
- توفير بيئة هادئة آمنة لينمو فيها الطفل.
- الاهتمام بالذكاء في إطار منظومة، و أعني بذلك عدم إغفال نواحي النمو الأخرى؛ لأنها لدى الطفل تتشابك و تصب في قناة واحدة و هي قناة الأداء المتميز.
- ضع نصب عينيك إمتاع ابنك و مرحه؛ لأن هذه هي بوابة التعلم الحقيقية، فالاستمتاع بما يقوم به الطفل في كل لحظات حياته يحمل في طياته تعلمًا و تنمية.
- يعتبر اللعب من أهم مجالات النمو للطفل، فاللعبة المركبة تمثل أمرًا مثيرًا للتفكير. و يرى بعض علماء النفس ضرورة تعليم الأطفال للعبة الشطرنج و ممارستهم إياها منذ سن مبكرة. فهذه تعوده على التركيز والانتباه، و القدرة على الاستدلال و إيجاد البدائل الافتراضية، و قد يمكنك محاولة ذلك مع ليث، و لكن حسب قدراته و ميوله، فهذا هو المحك الأساسي لأي جديد تقدمه لطفلك رغبته وقدرته.
- أفسح له مجال اللعب التخيلي، و شاركه ذلك إن رغب أو دعه يمارس لعبة التخيل مع رفقاء خياله بمفرده، فمن يتمتع باللعب التخيلي يصبح لديه درجة عالية من الذكاء، و القدرة اللغوية، و حسن التوافق الاجتماعي. و القدرة اللغوية إنما تأتيه من استخدام مفردات كثيرة خلال هذا النوع من اللعب، أما التوافق الاجتماعي فلأنه خلال لعبه يضع مواقف من صنعه، و يضع لها حلولاً كثيرة و بدائل، و هو ما يؤهله للتعامل الأكفأ في حيِّز الواقع.
- اللغة تساعد الطفل كثيرًا؛ و لذا حاول تنميتها عن طريق الحديث الكثير مع طفلك، الكتب المصورة، المشاهدات اليومية لمفردات كثيرة على أن تحكي لابنك ما يرى و كيف يعمل. كذلك حفظ القرآن الكريم على قدر طاقته، حفظ أغاني الأطفال، قراءة القصص، و حكي الحكايات. و كذلك الاستماع للأناشيد الإسلامية الملحّنة ينمي لديه الذكاء المنطقي الرياضي.
- إشباع حب الاستطلاع لديه بالإجابة عن جميع تساؤلاته، بل و تحفيزه على التساؤل و عدم إعطائه إجابات ذات نهاية مغلقة، بل إجابة تحفز لمزيد من التساؤل، كذلك عودة التفكير في كل صغيرة و كبيرة.
- دربه على الملاحظة و الانتباه للتفاصيل.
- وفّر له الألوان و الورق و الصلصال و غيره مما تحتاجه الأنشطة الفنية، فهذه الأنشطة يرافقها مرح و شعور بالإنجاز، و هو ما يزيد من كفاءة الدماغ و قدرته على التفسير و التحليل و التنظيم؛ فبالخطوط و الألوان يمكن أن نصنع طفلاُ ذكيًّا و فنانًا سأنهي حديثي معك من حيث بدأت: الذكاء في هذه السن يعتمد على الحواس و الحركة.
و إليك بعض التدريبات الخاصة بكل حاسة:
* السمع: بتعريض الطفل لأصوات مختلفة و تمييزه لها (الحيوانات – الماء – الأرز و البقول في علبة – تحديد اتجاه الصوت – تقليد الأصوات المختلفة – أداء تعبيرات صوتية مختلفة كالفرح – الخوف – تمييز أصوات معينة و غيره من الألعاب التي تحفز حاسة السمع).
* البصر و ينشط لدى طفل عبر الألوان و الضوء. فعرّض طفلك للوحات الفنية الطبيعة، و اجعله يميز تعدد الألوان و الدرجات للون الواحد -اعرض عليه صورًا للأشياء- ساعده ليتعرف الاتفاق و الاختلاف بين الصور و بين الأشياء.
* الشم: وفِّر لطفلك فرصة شم الأشياء المختلفة (في المطبخ، في الحديقة...).
* اللمس: دعه يميز (الناعم – الخشن)، (ساخن – بارد)، يتعرف على الملامس المختلفة لكل ما يمر به من أشياء.
* التذوق: ساعده ليتذوق الأشياء المختلفة (ملح – سكر).
- أما في المجال الحركي فهناك الألعاب الارتجالية وفق صوت. أو الحركة المقيدة كأن ينتشر في الفراغ عند سماعه صوتًا معينًا أو رجوعه عن توقف الصوت، و هناك حركة عند إشارة لونية أو ضوئية، و هكذا... استخدام حركة الجسم في التعلم (فوق – تحت – يمين – شمال – قريبًا من – بعيدًا عن – أمام – خلف).
- أداء بعض الحركات الرياضية البسيطة بمرافقتك أثناء أدائك تمريناتك المعتادة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى